welcom

إلـــــيـــه ..!
هو وحده لآغيره من سيفهم خفايا سطوري جيداً ..~}
أرجوك ..!

حاول قرأتي بتمعن شديد ..~
فــَ أنـا حقاً لا أكتمل إلا بِ وجودك هُنـا ..







الثلاثاء، 18 يناير 2011

طفلة المطر ..|~





كانت هناك تجلس على ذاك الكرسي المتهالك وتحت ضوء مصباح كادت الرياح أن تـُسقطه
تجلس وفي حضنها دُميتها التي تشبه كثيراً حالها ذبولاً ونحولا ..

ترتجف من البرد لم يغطي جسدها إلا ثياباً بالية وقبعة تضعها على رأسها ولعلها أن تمنحها بعضاً من الدفء ..
صوت الرعد بعث في قلبها الخوف والهلع وقطرات المطر أصبحت تشُقّ طريقها مع دموعها المالحة فوق وجنتيها الجميلتين ..
وبجانبها وضعت حقيبتها التي أودعت فيها قلماً جافاً وبضع أوراق مُمزقة لم يتبقى فيها إلا قليل من السطور ومعها وضعت كتاب الحكايات الذي تقرأه كل ليلة قبل خلودها للنوم ..

والجوع نهش معدتها الصغيرة حتى أصبحت تتلوى من شدة الألم وشفتاها جافة كـَ أرض غاب عنها المطر ليالي كثيرة ..
أمسكت دُميتها ذات الذراع الواحد وقالت لها بصوتها الطفولي الرقيق بعد أن بللت شفتيها : بِ التأكيد بِ التأكيد ياصغيرتي سيتغير مجرى حياتنا مع شروق الشمس القادم

أخذت تلاعب وتُمازح صغيرتها وكأنها حقاً شخص يفهم ماتقوله وضعتها جانباً وتناولت حقيبتها وأخرجت كتاب حكاياتها فَ الآن حان موعد نومها ..
قرأت وقرأت وقرأت حتى كلّت ووضعت رأسها على حافة الكرسي وغرقت في سُبات عميق لم تستيقظ منه إلا مع تسسلل خيوط الشمس إلى سماء مدينتها ..

لأول مرة ترى شكل المدينة وقصورها مع شروق الشمس أكتشفت أنها كبيرة جداً جداً وهي كـَ إبرة في كومة من القشّ أبتسمت رغم ألمها وقالت : بِ التأكيد سأجد اليوم ماكنت أبحث عنه دوماً من مال وملبس وطعام وشراب .
حملت حقيبتها ودُميتها وأخذت تمارس طقوسها اليومية من محاولتها في طلب لقمة العيش وبيع الورود التي كانت تنسقها كل يوم ولعلها أن تجني منها مالاً حتى بعد ذبولها

ولكن كل محاولاتها باءت بِ الفشل وأنتهى هذا النهار مثل غيره لم تجني منه إلا التعب والإرهاق ونظرات الشفقة التي تلقتها من بعض المارّة على حافة الطريق وفي النهاية عادت إلى كرسيها تجرّ أذيال الخيبة  ككل يوم ..
حلّ الليل وتساقط المطر ولكن هذه المرة مختلف غزيراً شديداً وكأن الرعد سيشقّ السماء من جبروته وقوّته ..
وكالليلة السابقة أصبحت  قطرات المطر جزءاً من دموعها أو كأن دموعها لاتسقط إلا مع هطول المطر لطُهرها وعفّتها ..
كانت كل ماتريده أن تخلد إلى النوم وتجعل جوعها الذي ينهشها يخرس قليلا ولو إلى ساعات متأخرة من الليل ..

وبالفعل وضعت رأسها على حافة الكرسي ككل ليلة ولم تجد لها غطاءً إلا السماء التي أمطرت عليها قطرات من الماء بللتها وجعلت البرد يسكن ضلعيها ولايغادرها أبداً ...
ورغم ذلك تسلل النوم إلى عيناها التي أصبحت كَ عينا كاهل من قسوة ماواجهته ودخلت في أحلامها الوردية رغم حياتها الرمادية ..

غاب القمر ومدّت الشمس ذراعيها لتعانق المدينة والطفلة لم تزل غارقة في نومها ..
وبعد مضي برهة من الزمن تكاد تكون عدة دقائق أو قليلاً من الساعات وقف شخصٌ ما فوق رأسها وأخذ يهزّ كتفها يافتاة يافتاة أستقيظي نحنُ نريد أن نأخذك إلى مكان آمن يتوفر فيه الطعام والشراب والملبس الجيد والدفء أيضاً ولكن لامجيب نظر إلى شفتيها كانت تأخذ من السماء لونها ووجها شاحب وكأن الحياة غادرته منذ مدة طويلة ..

أمسك يدها وتركها فَ هوت وأحدثت صوت إثر إرتطامها مع زاوية الكُرسي ..
في هذه الأثناء عرف أن الفتاة غادرتها روحها إلى الرفيق الأعلى لتنعم بِ الشيء الجميل هُناك ..

أكتست على وجهه علامات الحزن وحملها بين ذراعيها وألتقط حقيبتها ودمُيتها ذات الذارع الواحد والتي كانت مُلقاه على الأرض وذهب ..
مسكينة تلك الفتاة ربما كان الموت أفضل لها من العيش في حياة قاسية وواقع مُريع..


أنتهى المشهد  وأسُدلت الستارة ووصفق الجمهور بحرارة لهذا المشهد المؤلم وبعضهم سالت دموعه والبعض الآخر يضحك سخرية من حال الدنيا الغريبة ..!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق